طوكيو – تنشغل الأوساط البيئيّة والصناعية في العاصمة اليابانيّة مؤخراً بمجرى الأحداث في الشرق الأوسط عموماً ولبنان خصوصاً والسبب قد يفاجئ بعضكم.
فبحسب تقريرٍ أعدّه “المرصد الياباني لحركة الإطارات” (日本のタイヤの動きのため天文台) يحتلّ لبنان المركز الأول عالميّاً من حيث عدد الإطارات المحروقة مقارنةً لعدد السكان الأصليّين (أي دون أخذ النازحين بعين الإعتبار) كما يوازي عدد الإطارات ٣٢٪ من الوفيّات فلبنان ممّا يُعد مؤشراً خطيراً على نسبة تنامي البويضات الكاوتشوكيّة في زمنٍ لا يحتاج فيه لبنان لمزيدٍ من المشاكل.
وفي مقابلةٍ مع أحد أبرز أعضاء المرصد، العالم مانابو ياماموتو، أكّد هذا الأخير لمراسلنا أنّه منبهر بعدد الإطارات المحروقة في لبنان مقارنة مع عدد السيارات الموجودة و عدم إكتراث اللبنانيين عموماً بتغيير إطاراتهم بشكلٍ دوري. وقد كشف ياماموتو عن تحقيق أجرته الحكومة اليابانيّة وشركات بريدجيستون، تويو ويوكوهاما المصنعة للإطارات، كشفت أن جهات شبه رسميّة في لبنان تقوم باستيراد الإطارات المستعملة من بعض الدول الأوروبية والآسيويّة لتبيعها في السوق السوداء في لبنان وهي مجهّزة للإشعال.
كما شدد ياماموتو على أنّه إذا استمرّت الأوضاع على ما هي عليه فإن سوق الإطارات المستعملة عالمياً لن يعود بإمكانه امتصاص الطلب اللبناني. فبحسب رسمٍ بيانيٍّ بسيط وعند تطبيق نظريّة الإستقراء (extrapolation) المشهود لها بدقتها في عالم الرياضيات يظهر لنا أنّ الطلب اللبناني على الإطارات المستعملة سيتخطّي العرض حوالي العام ٢٠٣٠. عندها سيضطر اللبنانيّون لإحراق إطارات جديدة ممّا قد يشكّل دفعة إيجابيّة لصناعة الدواليب في اليابان والعالم.
وفي دردشةٍ بعيدة عن الكاميرات أوضح ياماموتو أنّه شخصياً لا يتمنّى أن تصل الأمور إلى هذه الحدود لأنه وبحسب تعبيره “إذا فلِت الملأ” في لبنان فإن مطاعم السوشي سوف تتضرّر أيضاً مما يشكل عبأً على الإقتصاد الياباني المصدّر للسلمون.