المتن – يتفوّق اللبنانيون يوماً بعد يوم على أنفسهم من خلا ابتكار حلولٍ لمشاكلهم اليوميّة. مشاكلٌ لا يعاني منها سكان بلادٍ أخرى و حلولٌ، كما جرت العادة، خارجة عن إطار الدولة و تحت عباءة القطاع الخاص. فبعد مشكلة الكهرباء و الحلول المقدمة من خلال المولّدات الخاصة و الخطوط العشوائيّة حان دور المياه.

فقد أفاد مراسلنا في إحدى بلدات المتن بأن أحد المتموّلين و النافذين في البلدة يُعدّ لمشروعٍ يصفه بالإنمائي يرتكز على مبدأ مشابه للمولدات الكهربائيّة ولكن هذه المرّة لحلّ مشكلة انقطاع المياه. الشركة وهي شركة خاصة بالطبع، سوف تقوم ببناء خزّانٍ ضخمٍ للمياه في أرضٍ لم يعرف حتى الآن إذا كانت مقدّمة من البلدية أم لا، بحيث يتم توزيع المياه على البيوت المشتركة من خلال أنابيب ظاهرة في الشوارع. و قد علم مراسلنا أن الاشتراك بهذه الخدمة يتراوح بين ١٠٠$ و ١٥٠$ (اشتراك هوائي أو اشتراك محمي) كما أن الشركة ستقوم بتركيب عدادات في كل منزل لحساب كميات المياه المصروفة بحيث يدفع المواطن ١.٥$ مقابل كل ٥ ليترات مياه.

المشروع أثار حفيظة بعض القيّمين على البلدة خصوصاً أن أنابيب الاشتراكات الهوائية قد تحجب الشمس في بعض الأحياء. مواطنون آخرون علّقوا على المشروع طالبين اختيار ألوان جميلة للأنابيب بحيث لا يمس المشروع بجمال الضيعة. وزارة الطاقة و المياه رفضت التعليق على المشروع نافيةً علمها به إلّا أن مراسلنا حصل على نسخة عن خريطة تُظهر تصوّر الشركة لامتداد الشبكة في البلدة.

أخيراً، يقال أن الحاجة أم الاختراع و لكن هل إن الحاجة تُبيح المحظور؟ وإلى متي سيبقى اللبناني تحت رحمة الحلول العشوائيّة؟